زواج امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب وسيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام

بحث :

د. علي احمد باقر

قال الله تعالى في سورة الروم: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)[1]

وق4ال أيضا في سورة الحجرات : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)[2]

أولا : فن اختيار الزوجة او الزوج :

س: كيف يتم اختيار العريس او العروس المناسبة؟

أذكركم بحديث رسول الله صل الله عليه واله وسلم من أتآکم ترضون دينه وخلقه فزوجوه وأساس اختيار الزواج ثلاث أبعاد هي:

أ‌.                البعد الجسماني: وهو ما يراه الخاطبان مناسبكم لكليهما

ب‌.           البعد الاجتماعي: وهي أن تكون من نفس طبقته الاجتماعية والمادية و نفس بلد الإقامة

ت‌.   البعد النفسي: وهنا يحدها الأخلاق ومدى انسجام الخاطبين لبعضهما وتفاهمها

ثانيا : استمرارية الحياة الزوجية السعيدة من خلال ملث السعادة الزوجة المتمثل في ( السكينة و المودة  والرحمة )

أ‌.        والسكينة : كما قول الله تعالى في سورة الأعراف : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) وفي سورة البقرة : هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ ... ، وفي سورة الروم : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)

ب‌.   والسكينة هنا الاحتواء والهدوء في بيت الزوجة وان يتحمل احدهما الاخر دون التحمل او الكيل

ت‌.   المودة : كما قوله تعالى في سورة الشوري : قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)  ، والمودة هنا اظهار المحبة قولا وفعلا

ث‌.   الرحمة : كما جاء في سورة التغابن  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14)

الا تحبون ان يرحمكم الله ويغفر لكم

1.     تسمية الامام علي عليه السلام بأمير المؤمنين :

وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لو علم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد، قال الله تعالى: " و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم (2) " قالت الملائكة: بلى، فقال الله تبارك وتعالى: أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم.

2.     الرسول يودع السيدة فاطمة والفواطم قبل الهجرة عند امير المؤمنين

ألا من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلتؤد إليه أمانته.

قال: وقال النبي (صلى الله عليه وآله): إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم علي، فأد أمانتي على أعين الناس ظاهرا، ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما ومستحفظه فيكما، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم، ومن أزمع (1) للهجرة معه من بني هاشم....[3]

3.     زواج الامام علي عليه السلام من السيدة فاطمة الزهراء الطاهرة ، المطهرة

أ‌.        عن أم سلمة عنه صلى الله عليه وآله قال: القرآن مع علي وعلي مع القرآن.

ب‌.   عن سلمان قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطبقا، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي.

ت‌.   وعن ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله قال: سبط هذه الأمة الحسن والحسين، وحصن هذه الأمة علي بن أبي طالب عليه السلام.

ث‌.   وعن أم سلمة عنه صلى الله عليه وآله قال: لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفو.

ج‌.     

4.     صفاة امير المؤمنين على عجل :

أ‌.        أبو أيوب عنه صلى الله عليه وآله: لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك أنه لم يصل معي رجل غيره.

ب‌.   وعن ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله قال: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أدخله الله نار جهنم وله عذاب مقيم.[4]

5.     المأذون الشرعي من الملائكة

أ‌.        عن ابن عامر، عن المعلى، عن البزنطي عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبيبي جبرئيل! لم أرك في مثل هذه الصورة، فقال الملك: لست بجبرئيل، أنا محمود بعثني الله عز وجل أن أزوج النور من النور، قال: من ممن؟ فقال: فاطمة من علي، قال: فلما ولى الملك إذا بين كتفيه: محمد رسول الله، علي وصيه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله عز وجل آدم باثنين وعشرين ألف عام.[5]

ب‌.   عبد الله بن ميمون حدثنا أبو هريرة، عن أبي الزبير، عن جابر الأنصاري [في] حديث محمود، وأنبأني أبو [يعلى] العطار وأبو المؤيد الخطيب بنحو هذا الخبر إلا أنهما رويا: ملك له عشرون رأسا في كل رأس ألف لسان، وكان اسم الملك صرصائيل.

6.     مهر السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

عن الصادق عليه السلام : ان الله تعالى مَهر فاطمة ربع الدنيا فربعها لها ومَهرها الجنة والنار فتدخل اولياؤها الجنة واعدائها النار[6]

اما مهرها الدنيوية فقد جاءت الروايات الى كونه ثمن درع للإمام امير المؤمنين عليه السلام وقدر بين 400 او 500 درهم

7.     أمور زواج الامام علي والسيد فاطمة الزهراء من الله عز وجل

أ‌.        أبو بكر مردويه في فضائل أمير المؤمنين بالاسناد عن أنس بن مالك، وكتاب أبي القاسم سليمان الطبري بإسناده عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم عن مسروق، عن ابن مسعود كلاهما أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي.

ب‌.   كتاب ابن مردويه، قال ابن سيرين: قال عبيدة: إن عمر بن الخطاب ذكر عليا فقال: ذاك صهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة من علي.

ت‌.   ابن شاهين بالاسناد عن أبي أيوب، قال النبي (صلى الله عليه وآله): أمرت بتزويجك من البيضاء، وفي رواية من السماء.أحبهم إليه، وقد ذكر من أمرك شيئا فما ترين؟ فسكتت، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: الله أكبر، سكوتها إقرارها.[7]