زيد بن ثابت في كتب المحدثين والتاريخ
من هو زيد بن ثابت الذي تبناه عمر وقربه ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
كان زيد بن ثابت في خلافة عمر شاباً صغير السن دون العشرين عاماً، وكان يتكلم العبرية، وقد اعتمد عليه عمر وجعله وزيره وكاتبه الخاص، ونائبه على ولاية المدينة العاصمة عندما يسافر. ففي تاريخ المدينة: (أن عمر استعمل زيداً على القضاء، وفرض له رزقاً...)(1). وفي سير أعلام النبلاء: (أن عمر استخلف زيداً وكتب إليه من الشام: إلى زيد بن ثابت، من عمر)(2). يقصد الذهبي أن عمر قدم اسم زيد على إسمه فخالف أعراف العرب والخلافة بسبب حبه لزيد! ثم قال الذهبي: (كان عمر بن الخطاب كثيراً ما يستخلف زيد بن ثابت إذا خرج إلى شيء من الأسفار، وقلما رجع من سفر إلا أقطع زيد بن ثابت حديقة من نخل. ورجاله ثقات). وفي الصحيح من السيرة عن زيد: (كان عمر يستخلفني على المدينة فوالله ما رجع من مغيب قط إلا قطع لي حديقة نخل)(3). ويظهر أن علاقة عمر بزيد كانت من حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، فقد قال ابن كثير في سيرته: (إن زيد بن ثابت أخذ بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه...)(4). (راجع أيضاً أحمد:5/185). أما في عهد عثمان فصار زيد والي بيت المال والصدقات. قال البخاري في تاريخه: (كان زيد بن ثابت عامل عثمان على بيت المال)(5). وقال في سير أعلام النبلاء:4/424: (عن قبيصة بن ذؤيب قال: كنا في خلافة معاوية وإلى آخرها نجتمع في حلقة بالمسجد بالليل: أنا، ومصعب وعروة ابنا الزبير وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبد الملك بن مروان، وعبد الرحمن المسور، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وكنا نتفرق بالنهار، فكنت أنا أجالس زيد بن ثابت وهو مترئس بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض في عهد عمر وعثمان وعلي. ثم كنت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن نجالس أبا هريرة، وكان عروة يغلبنا بدخوله على عائشة)(6). انتهى. لكن قول قبيصة عن منصب زيد في عهد علي (عليه السلام) اشتباه، فزيد لم يكن مع علي (عليه السلام) بل مع معاوية فقد كان يروي في فضل معاوية حديثاً لم يصححه أحد من العلماء أبداً! قال في سير أعلام النبلاء: (عن زيد بن ثابت: دخل النبي (صلى الله عليه واله) على أم حبيبة، ومعاوية نائم على فخذها فقال: أتحبينه؟ قالت: نعم. قال: للهُ أشد حباً له منك له، كأني أراه على رفارف الجنة)(7)!! أما مارواه عنه أحمد في مسنده، والصدوق في علل الشرائع وربما غيرهما في فضل علي وأهل البيت (عليهم السلام)، فلعل الرواة عنه كالقاسم بن حسان وسعيد بن المسيب استخرجوا ذلك منه في فترة من خلافة علي (عليه السلام) أو في حالة منه لم تدم! قال أحمد:5/181 ونحوه ص189: (عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض). وروى الصدوق في علل الشرائع:1/144: (حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا أبو الربيع الأعرج قال: حدثنا عبد الله بن عمران، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب علياً في حياتي وبعد موتي كتب الله له الأمن والإيمان ما طلعت الشمس أو غربت. ومن أبغضه في حياتي وبعد موتي مات ميتة جاهلية، وحوسب بما عمل)(7). انتهى. وإلا فقد كان زيد شاباً مندفعاً في موجة السقيفة وقد أفرط في عدائه لعلي والعترة (عليهم السلام) وكان فيمن هاجموا بيت علي وفاطمة الزهراء (عليهما السلام) لإحراقه على من فيه إن لم يبايعوا! فقد عد التاريخ من المهاجمين مع عمر بن الخطاب: خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن عوف، وثابت بن قيس، وزياد بن لبيد، ومحمد بن مسلمة، وزيد بن ثابت وسلمة بن سالم بن وقش، وسلمة بن أسلم، وأسيد بن حضير. (8) وكان زيد ممن تخلف عن بيعة علي (عليه السلام) فلم يبايع! (9).
وكان يحرض الناس على سب علي (عليه السلام)!(10) زيد بن ثابت.. يهودي من أم أنصارية؟! المعروف أن زيد بن ثابت عربي أنصاري، لكن ابن مسعود يقول إنه يهودي، ويؤيده أنه لايعرف أبوه ثابت ولا أقاربه في الأنصار! قال ابن شبة في تاريخ المدينة: (قيل لعبد الله: ألا تقرأ على قراءة زيد؟ قال: مالي ولزيد ولقراءة زيد! لقد أخذت من في رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبعين سورة وإن زيد بن ثابت ليهودي له ذؤابتان)(11)! ونقل الفضل بن شاذان في الإيضاح: شهادة من أبيّ بن كعب تدل على أن زيداً كان يدرس مع صبيان اليهود مع أنهم لا يقبلون في مدارسهم غير صبيانهم، قال: (ومثل قول أبيّ بن كعب في القرآن: لقد قرأت القرآن وزيد هذا غلام ذو ذؤابتين يلعب بين صبيان اليهود في المكتب)(12). انتهى. وعليه لا يمكن أن نثق في تبرئة زيد لنفسه من اليهودية التي رواها البخاري: (عن زيد بن ثابت أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي (صلى الله عليه وآله) كتبه وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه)(13). فمتى كانت تأتي للنبي (صلى الله عليه وآله) كتب باللغة العبرية وكان اليهود في الجزيرة يكتبون بالعربية؟! ويؤيد ما قلناه أن أحمد: روى عن زيد أنها اللغة السريانية وليست العبرية! قال: (قال زيد بن ثابت قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): تحسن السريانية إنها تأتيني كتب؟ قال قلت لا، قال فتعلمها، فتعلمتها في سبعة عشر يوماً)(14)!! معرفة زيد بن ثابت بشيء من الحساب وجهل الخلفاء به! الميزة الأساسية في زيد التي جعلته مرغوباً عند الخلفاء الثلاثة، أنه موظف مطيع يعرف شيئاً من الكتابة والحساب، وهي مهنة عزيزة في الجزيرة لا يجيدها أبو بكر ولا عمر ولا عثمان! وكان الكاتب يعني السكرتير الخاص ووزير المالية، ومقسم المواريث الشرعية، وقد نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء: حادثة في محاصرة عثمان قال: (فجاء أبو حية المازني مع ناس من الأنصار فقال: ما يصلح معك أمر! فكان بينهما كلام وأخذ بتلبيب زيد هو وأناس معه، فمر به ناس من الأنصار فلما رأوهم أرسلوه، وقال رجل منهم لأبي حية: أتصنع هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثك من أبيك؟!)(15). انتهى. وهذا يدل على حالة الثقافة والرياضيات في الجزيرة، وأن أبا بكر وعمر وعثمان بعد أن أبعدوا العترة الطاهرة وتلاميذهم، لم يكن عندهم من يحسب الإرث إلا زيد! ولذا كانوا ينفذون فتاواه الجُزافية في مواريث المسلمين! قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: (وقال ابن أبي خيثمة: كان هو وخارجة بن زيد بن ثابت في زمانهما يستفتيان وينتهي الناس إلى قولهما ويقسمان المواريث ويكتبان الوثائق)(16). انتهى. وقال الترمذي: (واختلف فيه أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فورث بعضهم الخال والخالة والعمة. وإلى هذا الحديث ذهب أكثر أهل العلم في توريث ذوي الأرحام، وأما زيد بن ثابت فلم يورثهم وجعل الميراث في بيت المال!)(17). وقال الدارمي في سننه: (عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت أن أتي في ابنة أو أخت، فأعطاها النصف وجعل ما بقي في بيت المال! وقال زيد بن ثابت: للجدة السدس وللإخوة للأم الثلث، وما بقي فلبيت المال)(18). وفي مصنف عبد الرزاق: (عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن زيد بن ثابت قال: ترث أمه منه الثلث، وما بقي في بيت المال)(19)! وفي سير أعلام النبلاء: (عن الشعبي أن مروان دعا زيد بن ثابت وأجلس له قوماً خلف ستر، فأخذ يسأله وهم يكتبون ففطن زيد فقال يا مروان أغدراً؟ إنما أقول برأيي! رواه إبراهيم بن حميد الرؤاسي عن ابن أبي خالد، نحوه وزاد: فمحوه)(20)!! انتهى. أي محوا ما كتبوه من إجابات زيد في المواريث وغيرها، لأنها كانت تخرصات لا ترجع إلى قرآن ولا سنة ولا قاعدة حسابية! وفي المبسوط: (أبو حنيفة احتج بما نقل عن ابن عباس أنه كان يقول: ألا يتقي الله زيد بن ثابت يجعل ابن الإبن ابناً ولا يجعل أب الأب أباً)(21)! ولكن زيداً كان مدعوماً من السلطة فهو لا يخشى كلام ابن عباس، بل يرد عليه ويتهمه بأنه مثله يقول بالظن والإحتمال! قال الدارمي في سننه: (عن عكرمة قال أرسل ابن عباس إلى زيد بن ثابت: أتجد في كتاب الله للأم ثلث ما بقي؟ فقال زيد: إنما أنت رجل تقول برأيك وأنا رجل أقول برأيي)(22)!! ولذلك كان الإمام الباقر (عليه السلام) يجهر بإدانة أحكام زيد في المواريث: روى الكليني في الكافي: أنه قال: (الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية، وقد قال الله عز وجل: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ. واشهدوا على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية!)(23). انتهى. هذا هو علم زيد بن ثابت الذي جعله عمر أميناً على مشروع جمعه للقرآن وقربه وأحبه! بينما أقصى أهل البيت (عليهم السلام) والصحابة الكبار، ثم اتبعوا سنة عمر فسموه حبر الأمة! ووضعوا له المدائح على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) ومنها أنه أعلم الأمة بالحساب والرياضيات!! قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: (وقال أبو هريرة يوم مات زيد: مات اليوم حبر الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفاً)(24). انتهى. بل وضعوا في مدح علمه أحاديث على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله)!! قال أحمد: (عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر. وقال عفان مرة: في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت...)(25)!. ثروة زيد بن ثابت وترفه! كان أبو بكر وعمر وعثمان كرماء جداً على زيد بن ثابت، فاستطاع أن يجمع ثروة خيالية، في حين كان يوجد في المسلمين جوع حقيقي وعري حقيقي! وقد أعطاه عثمان في مرة مئة ألف درهم! (26). وكانت الشاة بدرهم واحد! وقد بلغت ثروة زيد أنه خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس، غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار! (27). وكان كبعض المثقفين المتغربين، لا يتقيد بآداب الخلاء الشرعية: قال النووي في المجموع: (أما حكم المسألة فقال أصحابنا يكره البول قائماً بلا عذر، كراهة تنزيه ولا يكره للعذر وهذا مذهبنا. وقال ابن المنذر اختلفوا في البول قائماً، فثبت عن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت وابن عمر وسهل بن سعد، أنهم بالوا قياماً...)(28). انتهى. وكانت له جوار مغنيات وغلمان مغنون، منهم وهيب الذي أسعده الحظ عندما رآه عثمان يغني في بيت المال، فجعل له راتباً! قال البيهقي في سننه: (زيد بن ثابت كان في أمارة عثمان على بيت المال فدخل عثمان فأبصر وهيباً يغنيهم، فقال: من هذا؟ فقال مملوك لي، فقال أراه يعينهم!! أفرض له ألفين، قال ففرض له ألفاً، أو قال ألفين)(29)!! وفي مصنف ابن أبي شيبة: (فأبصر وهيباً يغنيهم في بيت المال، فقال: من هذا؟ فقال زيد: هذا مملوك لي، فقال عثمان: أراه يعين المسلمين وله حق، وإنا نفرض له، ففرض له ألفين! فقال زيد: والله لا نفرض لعبد ألفين، ففرض له ألفاً)(30)!! (والإستيعاب:1/189) لكن حظ الجارية التالية كان سيئاً، فقد اتهمها زيد ونفى عنها الولد: قال السرخسي في المبسوط: (وعن زيد بن ثابت أنه كان يطأ جاريته فجاءت بولد فنفاه، فقال: كنت أطأها ولا أبغي ولدها، أي أعزل عنها)(31). (ورواه الشافعي في كتاب الأم: 7 /242). أحاديث زيد عن نفسه.. وادعاؤه القرب من النبي (صلى الله عليه وآله)! إذا قرأت البخاري فلا تدري من الذي يتحدث عن نفسه وخصوصياته أكثر: عائشة، أم زيد بن ثابت؟ يتحدث زيد عن نفسه أنه كان صبياً ابن عشر سنوات أو بضع عشرة سنة، وكان مقرباً للنبي (صلى الله عليه وآله) يكتب له القرآن والرسائل، وأنه أمره أن يتعلم العبرية أو السريانية فتعلمها قراءة وكتابة وتكلماً بمعجزة في أسبوعين! وأنه كان وهو في نحو الخامسة عشرة يجلس ملاصقاً للنبي (صلى الله عليه وآله) حتى أن النبي كان يضع فخذه على فخذه، ثم يوحى إليه فيثقل بدنه! قال البخاري: (وقال زيد بن ثابت: أنزل الله على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفخذه على فخذي فثقلت عليَّ حتى خفت أن ترض فخذي)(32)! فهل هذا يناسب مقام النبي (صلى الله عليه وآله)؟! وقال في:: (عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: رأيت مروان بن الحكم جالساً في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أملى عليه: (لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ. فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً)، قال فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها عليَّ فقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلاً أعمى، فأنزل الله تعالى على رسوله (صلى الله عليه وآله) وفخذه على فخذي فثقلت عليَّ حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه، فأنزل الله عز وجل: (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ)(33)! ولا يمكنك فهم هذا الحديث حتى تعرف أن مروان بن الحكم الذي هو طليق مطروداً من النبي (صلى الله عليه وآله) كان يحاول أن يثبت لنفسه منزلة المهاجرين والمجاهدين لأنه من أولي الضرر الذين سقط عنهم الجهاد! وكان زيد بن ثابت يساعده على ذلك بالأحاديث النبوية ومنها هذا الحديث! بينما كان أبو سعيد الخدري يخالفه ويروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن رتبة الصحابي والمهاجر لا تثبت لمسلمة الفتح الطلقاء! روى أحمد في مسنده: (عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال لما نزلت هذه السورة: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ.. قال قرأها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى ختمها وقال: الناسُ حِيزٌ وأنا وأصحابي حِيز، وقال: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية. فقال له مروان كذبت، وعنده رافع بن خديج وزيد بن ثابت وهما قاعدان معه على السرير، فقال أبو سعيد لو شاء هذان لحدثاك، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة فسكتا، فرفع مروان عليه الدرة ليضربه، فلما رأيا ذلك قالوا: صدق!)(34). انتهى.
ولنا أن نتسائل:
1 ـ ما رأيكم في زيد بن ثابت، هل هو من كبار الصحابة عندكم؟
2 ـ ما رأيكم في نسب زيد هل هو عربي، وكيف تفسرون إتقانه للغة العبرية؟ وهل رأيتم أن النبي (صلى الله عليه وآله) جاءته ولو رسالة واحدة بالعبرية؟!
3 ـ هل يقبل أحدكم أن تقسم تركته بفتوى زيد ويؤخذ قسم منها من الورثة إلى خزانة الدولة؟!
4 ـ هل يجوز للحكومة أن تعمل بفتوى زيد وعثمان فتوظف مغنيين يعينون المسلمين بغنائهم في الوزارات؟!
5 ـ ما رأيكم في قول زيد في آيات خزيمة وآل خزيمة وأنها ضاعت من القرآن مرات ووجدها هو وحده، فهي غير متواترة؟!
قال البخاري:8/177، عن زيد بن ثابت: (أرسل إليَّ أبو بكر فتتبعت القرآن حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: لقد جاءكم رسول من أنفسكم، حتى خاتمة براءة)؟!!
6 ـ ما رأيكم في ثروات الصحابة التي جمعوها من بيت المال، مثل زيد وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير، وكنزهم للذهب حتى كان يكسر بالفؤوس! وفي المسلمين جياع وعرايا؟!
7 ـ ما رأيكم في مروان بن الحكم، هل هو صحابي جليل من المهاجرين الذين سقط عنهم الجهاد لأنه كان أعرج أفحج، فقد كان يسخر بالنبي (صلى الله عليه وآله) ويمشي كالأفحج فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) (كن كذلك) فصار كذلك؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ المدينة: 2/693.
(2) سير أعلام النبلاء:2/438.
(3) الصحيح من السيرة:5/30.
(4) ابن كثير في سيرته:4/494.
(5) البخاري في تاريخه:8/373.
(6) سير أعلام النبلاء:4/424.
(7) سير أعلام النبلاء:3/129.
(8) الصحيح من السيرة:5/30 عن أنساب الأشراف.
(9) الصحيح من السيرة:5/30 عن الطبري:4/430 و431، والكامل:3 /191.
(10) الصحيح:5/30.
(11) ابن شبة في تاريخ المدينة: 3/1006.
(12) الفضل بن شاذان في الإيضاح ص519.
(13) البخاري: 8/120.
(14) أحمد:5/182.
(15) سير أعلام النبلاء:2/435.
(16) تهذيب التهذيب:5/18.
(17) الترمذي:3/285.
(18) الدارمي في سننه:2/361 و362.
(19) مصنف عبد الرزاق:7/125.
(20) سير أعلام النبلاء:2/434.
(21) المبسوط:29/182.
(22) الدارمي في سننه:2/346.
(23) الكليني في الكافي:7/407.
(24) تهذيب التهذيب:3/345.
(25) أحمد:3/281. راجع كشف الخفاء للعجلوني:1/108 وتصحيح بعضهم له! وأصل الحديث: أقضى أمتي عليٌّ، فزادوا فيه ونقصوا منه!!
(26) راجع الصحيح من السيرة:5/32 عن أنساب الأشراف:5/ 38.
(27) الغدير: 8/284 و336، عن مروج الذهب:1/434.
(28) النووي في المجموع:2/85.
(29) البيهقي في سننه:6/348.
(30) مصنف ابن أبي شيبة:7/ 618.
(31) السرخسي في المبسوط: 17/99.
(32) البخاري:1/97.
(33) البخاري: 3/211، ورواه أيضاً 5/182، وأحمد:5/191، وأبو داود:1/563. ومسلم:6/43 بدون وصف الوحي وإتكاء النبي (صلى الله عليه وآله) بفخذه على فخذ زيد!.
(34) أحمد في مسنده:3/22و:5/187.