حمامة السلام
بسم
الله الرحمن الرحيم
حمامة السلام
يفتح الستار على غابة جملية أشجارها
مثمرة ،كثيرة أغصانها ،على أحد فروعها الكبيرة عش حمامة ،عليه فراخ صغيرة لم تعتاد
الطير بعد ؛يستريح بين الأشجار ذئب إصطاد أرنبا فجأة يدخل ثعلب لا يرى الذئب وكل
همه أن يرتقي الشجرة ؛يراقب هذا الموقف غراب جلس أعلى قمة الشجرة ،قرر البقاء
لتبين ما سيقع بين الثعلب والحمامة وفراخها والذئب .
(الحمامة وهي تطل من العش ، وتحمي
فراخها)
الحمامة: هذا أنت ..
إلى أين؟
لقد نلت منك ما يكفيني .. وزيادة…
الثعلب: هيا.. هيا..
القي علي فراخك…
الحمامة: منذ متى ؟
اجننت!؟
(الثعلب واضعا يده على الشجرة)
الثعلب: هيا وإلا صعدت إليك..
الحمامة: لو صعدت طرت عنك ، ونجوت بنفسي
،
ومن محاولاتك المستمرة لأكل فراخي…
(وهنا يأخذ (الثعلب) في هز الشجرة بعنف
،إذ ربما يسقط العش بمن فيه ؛ إلا انه بدلا من ذلك ،يسرع إلى حماية نفسه من الثمار
المتساقط عليه…بينما
(الذئب) المختفي خلسة خلف الشجرة ،يكتم آلامه،حتى لاينفضح أمره أمام (الثعلب)…)
(الحمامة تتلفت خائفة ،وبصوت خافت)
الحمامة: أوه ،لن اقدر على الهرب ،ولا
الطير أعلى الشجرة هذه المره…
(وهنا تحاول أن تستعطف الثعلب قائلة:
الحمامة: هلم إلي بدلا من أطفالي ..
(مستدركة)
لا.. لا..
انتظر..
سأنزل أنا إليك…
((إلا أنها تتوقف حينما تلمح الذئب
وتقول: )
الحمامة: وهل تكفيك فراخي اليوم أنت
والذئب …
(الثعلب متوجسا)
الثعلب: الذئب!
أين ؟.. أين هو..؟
الحمامة: إلا تراه !؟
(يخرج الذئب وهو يخفي أرنبة خلف الشجرة)
الذئب: ها أنا..
الثعلب: وماذا تفعل هنا …
الذئب: لا شيء ..
الصدفة.. الصدفة هي التي جاءت بي إلي هنا،
ماانا إلا عابر سبيل..
الثعلب: وماذا تريد يا عابر السبيل؟
الذئب: كما قلت لاشيء…
إنما احب البقاء ، وصحبتك…
(مستدركا) ولكن على ألا تخدعني ،
إن وفرت لي الأمان والسلامة..
(الثعلب متأملا الحمامة وصغارها..)
الثعلب: إذن هيا بنا لنبحث عن صيد أخر
يكفينا نحن الاثنين…
(ثم يتوجه الثعلب بالحديث إلى الحمامة
..)
هذه المرة،سلمت أنت وأولادك
(وهنا يزعق الغراب (كر..كر..كر..) من
أعلى قمة الشجرة،خارجا عن صمته ويقولJ
الغراب: اوه.. اوه، يا هذا..
لم لا تصعد الشجرة ، فتأخذ أنت الصغار ،
وتعطي له (مشيرا للذئب) الحمامة الأم..
(الثعلب منتبها لهذا الصوت القادم من
أعلى قمة الشجرة)
الثعلب: هذا أنت يا غراب البين…
(الغراب هامسا)
الغراب: اوه، يبدو اني أخطأت..
(متلعثما) :نعم هذا أنا..
الثعلب: بالأمس نصحت الأم أن ترمي
أولادها لي لتنقذ نفسها مني،
ثم طرت عاليا، ناجيا بنفسك..
واليوم تنصحني أنا .. بأكلها هي وأولادها.!
(الثعلب مستخفا به..)
لم لا تأكل معنا أيضا!؟..
الغراب: وهل اجرؤ!؟..
هي مجرد نصيحة قلتها،
إن أردت كل أنت الأم فهي اكبر..
الثعلب: (مقاطعا)
ولكن فراخها ألذ طعما
الحمامة: أرجوك اتركها تكبر..
الذئب: (متسرعا)
وأنا .. أنا نتن..
(الثعلب والذئب ضاحكين)
الغراب: أنا لا آكل إلا الفضلات..
الثعلب: إذن هيا انزل أطعمني
الغراب: (خائفا)
هنا افضل..
الذئب: اهبط إلى جوار الحمامة ، ولا
تخف..
الغراب: (مشيرا إلى الذئب وهو يهبط)
على ضمانتك؟!!
(تنزل الحمامة إلى اقرب الأغصان حتى تبعد الثعلب والذئب عن اطفالها،
ليلحقها الغراب ، ثم يوقفها ويقول وهو خائف)
الغراب: كفى يا عزيزتي.. كفى…
الذئب: (مشيرا إلى الغراب )
مالك في الطيب نصيب..
انظر ماذا يريد منك الثعلب ..
الثعلب: انتبه إلى ولا تخف..
انتم معشر الطير حباكم الله بخصالا ليست فينا..
الغراب: (مقاطعا)
ماذا تعني ؟!
الثعلب: ها هي الحمامة ، كلما جئت
إليها، طارت وارتفعت،وقطعت عيشي..
الغراب: (مقاطعا له)
هل تسمح لي بالطيران الآن.؟
الثعلب: انتظر..
أنا لم افرغ منك بعد..
أنا اعلم انو جناحيك يكفيانك لتعلو بهما علوا لا نبلغه،
وتقع عيناك على أماكن لا نراها،
(الذئب مقاطعا)
الذئب: أي تستطيع الهرب ، والنجاة بنفسك
متى شئت
(الثعلب موجها كلامه للذئب )
(هامسا)
الثعلب: أنت الآخر ،اسكت ؛فالسكوت
فضيلة، اصبر ،
وانظر ما أنا فاعل به..
(الثعلب عائدا بالحديث إلى الغراب)
الثعلب: إلا أنني لا ادري أين تجعل رأسك
إذا أتتك الريح عن يمينك؟
الغراب: (متعجبا)
أضعها على شمالي..
الثعلب: ارني كيف؟
الغراب: هكذا..
الثعلب: وإذا أتتك عن شمالك؟
الغراب: (متعجبا)
اجعل رأسي عن يميني أو خلفي..
الثعلب: وان أتتك الريح ، والبرد من كل
ناحية..
الغراب: اجعل رأسي تحت جناحي..
الثعلب: لم ترني كيف؟
الغراب: هكذا..
(وما أن ادخل رأسه بين جناحيه ،حتى عاجله الثعلب بضربة جعلته يرجف ، ويقع
أرضا ، ثم طائرا وهو يصرخ من الألم(كر.. كر.. كر..) )
الثعلب: هذا ما تستحقه..
تحتال على الحمامة ،
ثم تتجرأ علي .. أنا !!
(الثعلب ضاحكا)
وها أنت تعجز أن تحمي نفسك مني..
هيا انطلق من هنا ،
وإلا رميتك طعاما للذئب.
قدومه.. وهنا تسرع الحمامة بالصعود إلى أعلى الشجرة ..)
الثعلب للحمامة: هيا انطلقي
لأولادك،واحذري حيل أهل الغابة ..
لا أراك الله مكروها في نفسك..
(تصعد الحمامة إلى عشها ، بينما يعود
الغراب إلى أعلى قمة الشجرة ، ليريا ما سيقع بين الأسد ، والثعلب والذئب)…
(موسيقى)
(يدخل الأسد وزئيره مسموع ، عائدا
بصيده، وقد أصابه التعب ، والضعف ، ليجد الثعلب ، والذئب في وضع ترقب وانتظار…)
الأسد: أنتما!
ماذا تفعلان هنا؟!
وأين طعامكما؟
ألم تأكلا بعد ؟
(الثعلب والذئب ينظران إلى حالة
الغزال الملقى على الأرض ، ويتلفت الذئب يمينا وشمالا ، وهو ينظر إلى الشجرة…)
الثعــلب: نحن على وشك الخروج للأكل ..
الذئــب: أنا.. أنا..
(مشيرا إلى الشجرة)
لا شيء ، نحن ذاهبان…
الأسد: بل انتظرا.
(متأملا صيده ، ومتفاخرا به..)
: اليوم أعجبني لحم الغزال ، وإني أكل
منه ، وأطعم أصحابي وضيوفي ،ما رأيكما؟
(الثعلب والذئب فرحين)
الثعلب والذئب معا: أكرمك الله..
الأسد
: هيا إذهبا ، وادعوا
أصدقاءنا إلى الطعام
الثعـلــب: (وفي خبث شديد)
شكرا يا مولاي ، ولكن أيلم تعلم
أن الطعام لا يؤكل إلا بعد الاغتسال؟
الأسد:
ونعم الرأي .. أنا فعلا بحاجة لأن اغتسل بعد كل هذا البحث
(مشيرا إلى صيده وهو يزأر)
وقبل أن تذهبا ، عليكما بحراسة
طعامي هذا ، واحذرا ..
(وقبل أن ينهي جملته ، يأخذ الثعلب
والذئب مكانهما بقرب الفريسة)
الذئــب: (مقاطعا )سمعا وطاعة
الثعلــب:اطمئن يا مولاي..
الأسد: والله مكره أخوك لا بطل
(موسيقى)
(يخرج الأسد في خطوات مترددة ،غير
مطمئن للثعلب والذئب اللذين ينظران إلى بعضهما بعضنا..)
الذئــب: لم لا تذهب وتحضر لنا شيئا
نأكله ، بعد أن أضعت علينا طعام الصباح
(وهنا يجذب الذئب الفريسة إليه)
واتركني حارسا على الطعام .
الثعلـب: لا شكرا ، إذهب أنت وكن مطمئنا
( جاذبا الفريسة إليه)
الذئـب: لو نظرت خلف الشجرة..
(الثعلب لايهتم به كثيرا،قدر اهتمامه بالغزالة)
انظر.. انظر هناك خلف الشجرة ، وستجد أرنبا لك ولي،لم لا تحضره ونأكله
معا..
الثعلـب: تريده تصبيره
الذئـب: بالضبط ،هو كذلك..
( الذئب جاذبا الفريسة إليه)
بل سأتركه لك وحدك ، وبالهنا والشفا..
(الثعلب يعيد الفريسة إليه)
الثعلـب: ولكني افضل الإنتظار ،وإلا
اصبح حالي من حالها (مشيرا إلى الفريسة)
(الذئب يجذب الفريسة إليه وبجزم شديد
يقول)
الذئـب: أما أنا فلا أخاف ، الأسد ، ولا
الحمامة..
(ويجذب إليه الفريسة بقوة ، وكأنه على
وشك قضمها)
الثعلـب: ماذا تقصد؟
الذئـب: انظر .. انظر إلى هذا اللحم
الطيب ، اللذيذ..
إنه يكفينا نحن الاثنان.
الثعلـب: (مفكرا) أنت على حق .. ولكن
ألا تخاف بطش الملك؟
الذئـب: (متفرسا) ومن سيقول له!؟ ..
أنت!؟.
الثعلـب: لا..ولكن لا تنسى أن الأسد قد
ترك الفريسة أمانة في عنقنا…
الذئـب: لم أنس ..
وإن خفت ، إبتعد عني قبل أن أصرعك ،
وتصبح طعاما لي قبل أن
يأتي الغد ويصبح أحدنا طعاما للأسد…
الثعلـب: يا للمصيبة !! والله …
لن يمر هذا اليوم على خير(هامسا) ماذا
أفعل؟
الذئـب: (ممسكا بالفريسة)
لا تخف سأخذ منها حاجتي ، واترك الباقي
لك ، ولمليكك وضيوفه..
الثعلـب: احذر مما تفعل يا صديقي، وإلا
نلت من الأسد ما تستحق ،آه..آه..(مستدركا)مالا تستحق…
الذئـب: لا تغرنك قوته، فحيلتك أشد بطشا
منه…
وهذا بطن الغزالة(يشق بطنها ويخرج
القلب)
وهذا قلب الغزالة اللذيذ لي…
( وفجأة يسمعا زئير الأسد معلنا عن
عودته)
(ويندفعا معا، ويتواري الثعلب مع الذئب
خلف الشجرة)
الأسـد: ها أنا قد اغتسلت ، وصرت جاهزا
للأكل، واستقبال ضيوفي ،أين هم؟
أيها الثعلب .. أيها الذئب أين
اختفيتما؟
وكيف تركتما الطعام وحده بدون حراسة؟
(الأسد ناظرا لصيده ، وصارخا بأعلى صوته
من هول المفاجأة)
الأسـد: خدعني والله الثعلب ،والذئب..
هل يمكن أن أكون بهذا الغباء، لأجعل
منهما حارسين على صيدي؟
(وهنا يلمحهما الأسد من خلف الشجرة)
الأسـد: (صارخا فيهما)هيا أفرجا ..
أفرجا من عندكما ، واخبراني من فعل منكم ذلك؟ يبدو أن أحدكما سيصبح طعاما أخر لي
ولضيوفي
(يخرج الثعلب والذئب وهما يرجفان)
الذئـب: (يسرع في إجابة الأسد قبل
الثعلب حتى لا يفضحه عند الأسد )
(وبصوت عال): أيها الملك..(خافتا من
صوته): أيها الملك الطيب لقد حبى الله الثعلب بخصالا ليست فينا، وأنت من سلمت هذا
المخادع الماكر
صوته…
الثعلب: (وبصوت واثق من نفسه):
أيها الكاذب !، ابعد إن صحبتك على كره مني ، وظفرت بحاجتك ، تنقلب على ،
وتكافئني بذلك…!!
( الثعلب متوجها بحديثه إلى الأسد)
الثعلب: يا ملك الغابة ، كلنا لك، ولكن
أنا من حاولت منعه ، وما ارتدع.
الأسد: ومع ذلك ، أنت شريك في البلاء.
الثعلب: ولكني لا املك الجرأة أن أخونك.
الذئب: مولاي.. انظر ( يذهب إلى خلف
الشجرة ، ويخرج ارنبه ،ويرفعه أمام عين الآس) ويقول:
دعوتني لتناول الطعام معك ، ومن شدة فرحتي ، ذهبت سريعا لأحضر لك هذا الانب
اللذيذ ، وتركت الثعلب وحده مع الغزالة ..
الثعلب: مولاي .. الرحمة.. والعفو يا
صاحب الأمر.. انه كاذب، وهل يؤتمن الذئب على الغنم؟
الذئب: وهل الثعلب مقامه من مقامك يا
مولاي؟
الأسد: كفى ولا تتنابذا بالكلام أمامي..
(ساهما) يبدو اني لن اعرف الحقيقة
هكذا.. ويقول بصوت عال:
ليس أمامي إلا أن اتركها تقتتلان حتى الموت..
الثعلب: (يجيب سريعا) لم يا مولاي ،
وأنا قادر على إثبات براءتي..
الذئب: كيف! ولم يرانا أحد؟
(الأسد متذكرا)
الأسد: بالضبط..
آبين الغراب؟ .. اينالغراب؟ نادوا عليه..
( الغراب من أعلى الشجرة كر..كر..كر..)
(الثعلب متذكرا ما وقع بينه وبين الحمامة والغراب والذئب)
الثعلب: ( مستدركا) مولاي، وإذا جئتك
بشاهد على صدق كلامي، هل تعطيني الامان، وارحل من هنا!؟
الأسد: بل وسأطعمك من لحمي هذا،
وساخذقصاص من الذئب واضعه على مائدتي..
الثعلب: ( ضاحكا) وهو ينظر إلي الذئب
فرحا، وتعطيني ارنيه ذلك..
( يجذب الذئب ارنبه إلى صدره)
( الثعلب ناظرا إلى أعلى الشجرة ، ومتوجها إلى الأسد)
الثعلب: انظر.. انظر يا مولاي إلى أعلى
الشجرة..
( يمتنع الأسد عن النظر خوفا من هرب الثعلب والذئب)
الثعلب: لا تخف ، لن اهرب، وثق في كلمتي
هذه المره فقط.. إن أردت أن تعلم عدوك من صديقك ، لا تعجل بقتلي ، وإلا ماتت
الحقيقة معي
الأسد: ماذا بك سيلان ؟ أتخاف أن تصبح
طعاما لي ولأصدقائي؟
الثعلب: أيها الملك.. أيها الملك..
الصبر ..الصبر.. كلنا طعام لك، أنت الأقوى، وسيد المتوحشين.. إن كنت ترى في موت
الغزال عدلا، ففي موتي ظلما لي ولك.. لم لا تفكر…(الأسد مقاطعا له)
الأسد: هل وقفت لتعلمني الدرس!؟
( الثعلب خائفا من بطش الملك)
الثعلب: مولاي .. انظر إلى أعلى الشجرة
، وكما ترى ، هناك عش الحمامة وفراخها .. اليوم مررت عليها زائرا ..
( الآس مقاطعا )
الأسد: ( متعجبا) زائرا !! وللحمامة!!
الثعلب: مولاي .. ولم لا.. يوضع سره في
اضعف خلقه..
الأسد: لا تتلاعب بي يا مكار..
الثعلب: وهل اقدر.. هذه الحمامة بيدها
حكم برأتي، والملك إذا حكم عدل ( الأسد مقاطعا)
الأسد: لا يشغلنك حكمي
( الثعلب بمكر)
الثعلب: ألا يحزنك أمري
الآس: هيا ..هيا قبل أن ينفذ صبري.
الثعلب: ( خائفا) مولاي : صدق الذئب
وأنت تعرف أخلاقه، أما الحمامة فكلنا يعرف
ما هي..
الأسد: ( مقاطعا) انتهى ، نادي على
الحمامة ، لنعلم منها أيكما الصادق وأيكما الكاذب (وهو يشير للذئب)
( الثعلب ينادي على الحمامة ، وتطل برأسها وهي خائفة من هذا الجمع)
الحمامة: ماذا تريدون الآن؟
الثعلب: جاء رد الجميل..
الحمامة: بهذه السرعة!
الثعلب: أنا اعلم انك قد رأيت ما حدث ها
هنا( مشيرا الى موقع الفريسة)
الحمامة: نعم.. وماذا تريد؟
الثعلب: احتاج شهادتك..(الأسد مقاطعا)
الأسد: هلم إلى .. انزلي إلى هنا.
الحمامة: بالقطع لا..
الأسد: (ضاحكا) أخائفة أنت؟
الحمامة: طبعا.
الأسد: أحسنت( مشيرا إلى الثعلب والذئب)
لأن الأغبياء فقط هم الذين لا يخافون.. هيا تكلمي من عندك.
الحمامة: أيها الملك الكاسر، صحيح إن
الثعلب جار لي، وكلما جاع جاءني باحثا عن طعام.
الثعلب : (مقاطعا) اتركي هذا الأمر الآن.
الحمامة: تريدون أن اصعد إلى أعلى
الشجرة مرة أخرى!؟
الثعلب: (متوسلا) عزيزتي أرجوك ..أرجوك
إكملي كلامك.
الحمامة: ( وهي تشعر بالزهو)
كان يا مكان .. في أحد الأيام، طرت
باحثة عن طعام لي ولأولادي، وسمحت لأولادي أن يخرجوا من أعلى الشجرة ، ليلعبوا
ويمرحوا ويطيرون بين الأغصان، وإذا بالثعلب يجيء متسحبا ، ويحاول أن يصعد الشجرة،
والحمد لله ، استطعت أن اخلص فراخي منه واصعد بهم إلى أعلى الشجرة.
الأسد: ( مقاطعا) لا تطيلي ، وانتهي من
حكايتك أيتها الحمامة، وإلا أصبحتم جميعا طعاما لي اليوم، والأيام التالية…
الحمامة: حسنا..حسنا.
وحينما دافعت عن أولادي، وعرضت نفسي على الثعلب بديلة عن أولادي ، وهنا هاج
وماج الغراب ، ونصحه إن ياكلني أنا واولادي، وحينما بدأ توزيع الغنائم، إمتنع
الثعلب عن مشاركتهما…
الغراب: ( صارخا) كر..كر..كر..
يا ملك الزمان، هذا الثعلب أراد أن
يطعمني للذئب..
الأسد: (متحمسا) كيف؟
الحمامة: ( ببساطة شديدة ، وكان شيئا من
ذلك لم يحدث)
أبدا ..خدع الثعلب الغراب ، وطمع في
أكله الذئب.
الذئب: هذا كذب ،فأنا معي صيدي، والغراب
هرب إلى قمة الشجرة
الأسد: معنى ذلك انك لم تكتفي بصيد
الأرنب ، و أردت الغراب لنفسك وها أنت..(وهنا يضربه الأسد ضربة توقعه على الأرض)
تصطاد في ارضي ، وتأكل قبل أن أذن لك من طعامي…( الحمامة تقاطعه)
الحمامة: مولاي.. ليس أمام أطفالي..
الأسد: لا تخافي، ولا تحزني، ولتعلمي
انه لو كان له قلب يعقل به، وأذنان يسمع بهما، ربما عاش فترة أطول..
والان أيها الثعلب المكار، لماذا تركت الحمامة وفراخها، ثم خدعت الغراب ،
أهديته للذئب؟
الثعلب: يا ملك الغابة( مشيرا إلي
الحمامة وأولادها)
هذه الام أرادت أن تضحي بنفسها في سبيل أولادها، وذاك ( مشيرا إلى الغراب )
طير مثلها لم يرحمها، وطمع في إذلالها ، واما الذئب فقد تركت له الغراب حتى ينسى الحمامة وأولادها ، ويذهب
عنهم ، وحينما طلب أن يصحبني ، صحبته على كره مني…
الحمامة: مولاي، كفاني اليوم ما رأيت
وسمعت؛ أولادي ينادوني ، فاسمح لي أن اصعد الشجرة ، ولنحتفل اليوم معا، ونجعل
الليلة عيد ، ومثلما سامحت أنا الثعلب ،يا ملك الغابة، وسيد المتوحشين، إفرج عن
الذئب وسامحه، والمسامح كريم، ولنتفق من الآن أن نعيش في سلام وأمان
( ينظر كل واحد للآخر وبصوت جماعي)
الجميع: نعم..نعم.. هذا عهد منا جميعا.
الأسد: حسنا ،انطلقي أيتها الام الصالحة
لاولادك، ولتسمحوا للضيوف بالحضور ، ولتعزف الإلحان الآن..
سيلان بيدأ السمر…
(موسيقى،ويعلو ازير الأسد طربا)
تاليف دكتور عطارد شكري