اوقات الصلاة
يقول العلي القدير في سورة النساء (فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً (103))[6] ولقد حدد الله عز وجل الصلاة في خمس مرات من خلال ثلاث أوقات في القرآن الكريم حيث يقول في سورة الإسراء ((أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78))[7]
لقد ثبت في أحاديث رسول الله صلى الله علية وآله وسلم انه جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بدون عذرٍ من حرب أو مطر أو ما شابه ذلك من أعذار وسنقوم بذكر حديثين فقط لعدم الإطالة.
1.
(
أخبرنا إسحق بن إبراهيم
قال
أنبأنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال
كان رسول
الله صلى الله
عليه وسلم إذا جد به السير أو حزبه أمر[8]
جمع بين المغرب والعشاء )[9]
2.
أخبرنا محمد بن عبد العزيز
بن أبي رزمة واسمه غزوان قال حدثنا الفضل بن موسى عن
الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس
أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالمدينة يجمع بين
الصلاتين بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا
مطر
قيل له لم
قال لئلا يكون على أمته [10]
حرج [11]
3.
( أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
صلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا والمغرب
والعشاء جميعا من غير خوف ولا سفر)[12]
في الدخول بالنظرة العلمية نجد أن أوقات الصلات يوضحها لنا علم الفلك الذي يحدد:
عندما يظهر من جهة المشرق بياض مستطيل يتحرك في الأفق نحو الأعلى و(يسمى بالفجر الأول) لا تصح صلاة الصبح، أما عندما يأخذ هذا البياض في الامتداد عرضاً (أي يعترض) فحينئذ يكون الفجر الثاني [الصادق] ويكون أول وقت صلاة الفجر وأما آخر وقت صلاة الصبح فحين طلوع الشمس.
هو إذا نصبت عموداً أو أي شيء يشابهه على أرض مستوية، فعندما تطلع الشمس صباحاً يقع ظل العمود على الأرض إلى جانب المغرب، وكلما ارتفعت الشمس في السماء ينكمش ظل العمود ويتقلص، ويكون وقت الظهر ـ في مناطقنا ـ قد وصل ظل العمود إلى آخر درجة من الانكماش والقلة، وعندما يمضي الظهر يقع الظل في جانب المشرق، ويأخذ بالامتداد كلما هبطت الشمس نحو المغيب، فعلى هذا حينما يصل ظل العمود المذكور إلى آخر درجة من القلة ثم يأخذ بالامتداد والازدياد نعرف أن الزوال الشرعي قد حصل، ولكن في بعض البلاد مثل مكة المكرمة، التي ينعدم فيها الظل تماماً عند الزوال أحياناً، يكون زوال الظهر بعد أن يظهر الظل مرة أخرى. والظهر الشرعي في بعض مواقع السنة: قبل الساعة الثانية عشرة، وفي بعض الأحيان بعدها.
وهو عندما يبدأ ظل العامود المذكور بالمسألة أعلاه بالامتداد يكون بدأ وقت صلاة العصر وذلك لأن الشمس قد زالت عن الانتصاف من على سطح الأرض
ملاحظة:
لكل من صلاة الظهر والعصر وقت مخصوص، ووقت مشترك بينهما:
أما الوقت المخصوص بصلاة الظهر فهو من أول الزوال إلى أن ينقضي من الزمان بمقدار أداء صلاة الظهر، فإذا صلى أحد صلاة العصر تمامها في هذا الوقت سهواً بطلت صلاته هذه.
وأما الوقت المخصوص بصلاة العصر فهو ما يبقى من الزمان إلى غروب الشمس بمقدار أداء صلاة العصر فإذا لم يصل أحد صلاة الظهر إلى هذا الوقت صارت قضاءً وعليه أن يأتي بصلاة العصر خاصة.
وأما الوقت المشترك بين الظهر والعصر فهو الزمان الواقع بين الوقت المخصوص بصلاة الظهر والوقت المخصوص بصلاة العصر، بحيث إذا أتى بصلاة العصر تماماً في هذا الوقت المشترك قبل إتيان صلاة الظهر سهواً صحت صلاته واحتسبت له عصراً، ويجب عليه أن يأتي بصلاة الظهر بعدها.
وقت صلاة المغرب الشرعي هو عندما تتجاوز الحمرة المشرقية (وهي الحمرة التي تظهر في جانب المشرق عند غروب الشمس) بعد غروب الشمس من على رأس الإنسان.
هو عند اشتباك النجوم وحتى منتصف الليل
ملاحظة: آخر وقت صلاة العشاء للمختار هو منتصف الليل، ويجب احتساب الليل من حين الغروب حتى أذان الفجر وليس إلى طلوع الشمس. وعلى هذا يكون آخر وقت صلاتي المغرب والعشاء بعد مضي أحد عشر ساعة وربع تقريباً على الظهر الشرعي.
الشيخ الدكتور علي أحمد باقر