مولد الامام الحسن عليه السلام
مولد الامام الحسن عليه السلام
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهو قولي
اللهم صل على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين(أعلى صلوات)
اللهم صل على سيدتي فاطمة وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
عدد ما أحاط فيه علمك وأحصاه كتابك.
نادي عليا مظهر العجائب تجده لك بالنوائب كل هم وغم سينجلي بولايتك يا علي
يا علي (أعلى صلوات)
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلو عليه وسلمو
تسليما(أعلى الصوات)
ما أبرك هذه الليلة وما أسعدها من ليلة ليلة مختصة بكريم أهل البيت سلام
الله عليه الامام الحسن عليه السلام
اليوم بإذن الله ستكون لدينا 3 محطات رئيسية في محاضرتنا سنتكلم عن
1.حب الامام علي ع لولده الأكبر الامام الحسن ع
2.وصية الامام علي ع للامام الحسن ع.
3.بعض من نواحي عبادة الامام الحسن ع
ونستمد من الله واهل البيت التوفيق وببركة الصلاة على محمد وآل محمد (أعلى
الصلوات)
في البداية لنعرف القليل من ولادة الامام الحسن ع ،ولد الامام الحسن عليه
السلام ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة وقد جاءت به سيدتي ومولاتي فاطمه
إلى النبي في اليوم السابع من مولده في خرقة من الحرير من الجنة كان سيدنا جبريل
قد نزل فيها إلى النبي فقام النبي بتسميته
حسنا وعتق عنه كبشا .
فكان الامام الحسن ع أشبه الناس في رسول الله ص خلقا وخلقا وكان أعبد الناس
في زمانه وأزهدهم بالدنيا وكان معروف بحلمه الكبير.
لنتعرف على المحطة الأولى من بنود محاضرتنا وهي حب الامام علي ع لولده
الأكبر الامام الحسن ع:
كانت علاقة الامام علي ع مع ولده الحسن ع علاقة قوية ومتينة وكأنهم روحا
واحدة في جسدين وقد وضح ذلك الامام علي ع في وصيته للامام الحسن ع بعد عودته من
صفيه وذكر ذلك في نهج البلاغة: مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ ِ - الْمُسْتَسْلِمِ
لِلدُّنْيَا - السَّاكِنِ مَسَاكِنَ الْمَوْتَى- إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ
مَا لَا يُدْرِكُ - وحَلِيفِ الْهُمُومِ وقَرِينِ الأَحْزَانِ
إلى أن قال:
ووَجَدْتُكَ بَعْضِي بَلْ وَجَدْتُكَ
كُلِّي - حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي - وكَأَنَّ الْمَوْتَ
لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي – فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ
نَفْسِي
حيث خاطب الامام علي ع الامام الحسن ع أن اهتمامك الخاصة لا تعتبرها خاصة
لك فقط بل هي مشتركة بيني وبينك في يوم من الأيام كان الامام الحسن ع يحاتي ابنه
المريض فمن خلال هذه الوصية يوضح الامام علي أنه بالمقابل هو يحاتي مرض حفيده وليس
الامام الحسن بنفسه فقط واليوم الذي يفرح فيه الامام الحسن يكون والده الامام علي
فرح كذلك حتى لو كان بعيدا عنه هناك مشاعر مشتركة بينهما وكأنهما توأمان .
وكما يذكر العلامة المجلسي أنه عندما يخرج الامام علي دائما يكون ماسكا بيد
الامام الحسن حتى وهو كبير وهذه إشارة وااااضحة للناس بأنه هو الامام من بعده
وعندما يسألون الامام علي في ذلك يرد عليهم:خرج رسول الله ذات يوم ويدي بيده
هكذا(مشيرا ليده ويد الامام الحسن) وهو يقول :خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا وهو
إمام كل مسلم وأمير كل مؤمن من بعد وفاتي وإني أقول خير الخلق بعدي وسيدهم ابني
هذا وكما أنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول الله.
المحطة الثانية حب الامام الحسن ع لأبيه الامام علي ع:
الامام علي ع لديه 36 ولد وبنت كلهم تأثروا وحزنوا حزنا كبيرا عند ضرب
الامام علي ولكن ليس كتأثر الامام الحسن عندما جلس عند رأس أبيه تخيل الألم بقلب
الامام الحسن ذلك الوقت والامام الحسن هو الذي قام بوضع العصابة على رأس الامام
علي يذكر العلامة المجلسي عندما رأى الامام الحسن والده وهو مضروب الرأس في
المحراب نادى بأعلى صوته (وانقطاعة ظهرا) لماذا لم يقول انكسر بدل كلمة انقطع هناك
فرق عندما ينكسر العظم مازال متصلا باللحم ويمكن علاجه ولكن عندما ينقطع فيصبح
نصفين فلذلك صاح الامام الحسن على أبيه (وانقطاع ظهري يعز علي أراك هكذا )ففتح
عينيه الامام علي فقال له يا بني لا تجزع على ابيك بعد اليوم هذا جدك محمد
المصطفى(لذكره أعلى الصلوات) وجدتك خديجة الكبرى وأمك فاطمه الزهراء فكف الامام
الحسن عن البكاء،وبالمقابل هناك من كانو يسبون الامام علي أمام الامام الحسن وكان
يصبر على ذلك وهذا أقسى أنواع التعذيب النفسي فكان الامام الحسن حليم أهل البيت .
ولا ننسى علاقة الامام الحسن مع جده رسول الله روي أن الامام الحسن كان
يحضر مجلس رسول الله وهو ابن سبع أعوام فيسمع الوحي فيحفظه وكان يرجع لأمه الزهراء
فيلقيه عليها فتذهب الزهراء فتخبر الامام علي فيقول لها من أين لك هذا العلم فترد
عليه من ابنك الحسن عليه السلام.(أعلى الصلوات)
المحطة الثالثة :صور من عبادة الامام الحسن ع:
أ.اتصال الامام الحسن مع الله:
روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: " إنّ الحسن بن
علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ حجّ
ماشياً، وربّما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر
البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله
تعالى ذكره شهق شهقةً يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي
ربّه عزّ وجلّ، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنّة
وتعوّذ به من النار، وكان لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجل يا أيّها الذين آمنوا إلاّ
قال: لبيّك اللهمّ لبيّك..
كان الامام
الحسن عاشق للاذكار والاوراد لا ينتظر وقت الصلاة حتى يذكر ربه فحياته كلها مليئة
بالاذكار حيث قيل أنه كان إذا أرد أن يأوي
إلى فراشه بالليل أتى بلوح منقوش فيه سورة الكهف فيقرؤها (نشير هنا أن الامام الحسن حافظ للقرآن دون شك في ذلك فلا
يحتاج إلى لوح حتى يقرأ ولكن كان يحمل ذلك اللوح معه في انتقاله الى بيته الأول
والثاني وكأن ذلك اللوم كنز ثمين عند الامام الحسن لذلك إن كانت لديك أذكار وأوراد
خاصة حاول أن تكتبها بخط وتحتفظ فيها في دفتر خاص لك (والشاهد مرتبطة للموضوع حيث كان السفير الثاني للامام
الحجة ع محمد العمري واضع له دفتر يكتب فيه الروايات ويذكر بأن الدفتر لونه أحمر
كل دعاء مجرب أثره يكتبه في الدفتر وإذا احتاج ذكر للسفر أو ذكر للنوم أو ذكر
للحاجة يفتح الدفتر ويقرأ منه ولذلك أمر الامام الحجة سفيره الثاني بكتبة دعاء
الافتتاح ودعاء السمات الذي نقرأه بأخر ساعة من نهار يوم الجمعة وكتبه في ذلك
الدفتر
ب:صلاة الامام الحسن
إذا جاء وقت الصلاة وأراد أن يتوضأ تغير لونه وارتعدت مفاصله فكان يسألونه
هل انت مريض فيرد عليهم بلا إني أريد القيام بين يدي ملك جبار.
واحنا بالمقابل من يؤخر عن صلاته لمكالمة أو واتساب أو لعبة وآخر من يسرع
في صلاته للخروج من المنزل .
فكان الامام الحسن عندما يصلي صلاة الفجر يجلس في مصلاه إلى شروق الشمس لا
يتكلم مع أحد فقط يكون منشغل في ذكر الله.
فقد ورد في أمالي الصدوق: عن عمير بن
مأمون العطاردي قال: رأيت الحسن بن علي (عليه السلام) يقعد في مجلسه حين يصلي
الفجر حتى تطلع الشمس، وسمعته يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
«من صلى الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس، ستره الله عز وجل
من النار، ستره الله عز وجل من النار، ستره الله عز وجل من النار.
وقد روي عن الإمام زين العابدينَ
(عليه السلام) أنه قال: «إنَّ الحَسَنَ بنَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ (عليه السلام)
كانَ أعبَدَ الناسِ في زَمانِهِ وَأزهَدَهُم وَأفضَلَهم»[1]. ولم يرَ في أي وقت
من الأوقات إلا وهو يلهج بذكر الله تعالى.
وقد نتعلم من أخلاقيات الامام الحسن حيث قال:
عن الحسن بن علي قال:، قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله): «من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله
إلى الصلاة الأخرى»
وروى ابن الأثير عن عمير بن مأمون
قال: «سمعت الحسن بن علي يقول: سمعت رسول الله يقول: من صلى صلاة الغداة فجلس في
مصلاه حتى تطلع الشمس كان له حجابٌ من النار، أو قال: سترٌ من النار»
ج:عبادة الامام الحسن بالحج:
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ فَاتَنِي فِي
شَبَابِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَحُجَّ مَاشِيًا "، وَلَقَدْ حَجَّ الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام خَمْسَةً وَعِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِيًا وَإِنَّ
النَّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ .
ما المقصود
بالنجائب أي الخيول السريعة فكان الامام الحسن إذا رأى شخص ضعيف أو دابته ضعيفة
كان يهدي الخيل السريعه لهم وهو يذهب إلى بيت الله ماشيا فكان الناس يقولون له إنك
تملك الخيول السريعة لماذا ماشيا؟ فيرد عليهم إني استحي من ربي عز وجل أن ألقاه
ولم أمشي إلى بيته .
فنستنتج من
الامام الحسن لكل خطوة لها أثر نوراني في النفس والأجر على قدر المشقة .
يجب علينا أن نعاهد الامام الحسن ع بأن نحاول أن نكون حسنيين أخلاقيا كمثل
الامام الحسن ع بالعبادة بعلاقتنا مع الله بصلاتنا نجرب لو على الأقل اليوم
بمناسبة مولده الكريم فندخل السرور على الرسول وأهل بيته لذكرهم (أعلى الصلوات).