في وفاة امير المؤمنين عليه السلام
كتبت اماني الفضلي عن محاضرة
الشيخ الدكتور علي احمد باقر
بسم الله الرحمن الرحيم
(مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ
مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) صدق الله
العلي العظيم
قال الرسول عليه افضل الصلاة
والسلام ( من كنت مولاه فهذا علياً مولاه ، اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه * )
الحمد الله الذي هدانا برسول
الاسلام وهدانا بالقرآن الكريم لنسير بمسار الاطهر ، قال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ( إني تاركا
فيكم ما إن تمسكتوا به لن تضلوا من بعدي بداً كتاب الله وعترتي اهل بيتي )
لقولة الكريم ( والذين اذا
اصابتهم مصيبة قالوا إن الله وإنا اليه لراجعون ، اولئك تتنزل عليهم صلوات من ربهم
ورحمة واولئك هم مفلحون )
والذي بما نحن به بمصاب
الجلل لأمير المؤمنين عليه السلام ونقف نحن في هذه الليالي إلى الله ونتضرع ونقدم بين
يدي حاجاتنا إلى صاحب هذه الليالي المباركة فان عده امير المؤمنين جمع الاسلام كله
في كف امير المؤمنين بفضل من الله و بأمر من الرسول عليه افضل الصلاة والسلام فقال
[ انا مدينة العلم وعلي بابه ، من اراد العلم فليأتي المدينة من بابه ]
لقوله المولى عز وجل ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا يأتون زكاة
وهم راكعون ) صدق الله العظيم .
حياته الامام علي (ع) :
كان الامام علي (ع) موضع ثقة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ، فكان
أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي. وكان أحد سفرائه
الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره محمد في الكثير من الأمور مثلما
استشاره في ما يعرف بحادثة الإفك. شهد بيعة الرضوان وأمره محمد حينها بتدوين وثيقة
صلح الحديبية وأشهده عليه. يروى في الاستيعاب أن محمد بعث خالد بن الوليد إلى اليمن
ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث محمد بعلي إلى اليمن فأسلمت على يديه
همدان كلها، وتتابع بعدها أهل اليمن في الدخول إلى الإسلام [6]؛ ولم تكن هذة المرة
الأخيرة التي يذهب فيها علي إلى اليمن حيث ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل
وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد. كما
ساهم في فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل. ورد في الكامل أنه عند فتح مكة
أراد سعد بن عبادة دخول مكة مقاتلاً عكس ما أمر به محمد حيث أنه أراد دخول مكة بلا
قتال، فحين سمع محمد ذلك أرسل علي خلف سعد فلحقه وأخذ الراية منه ودخل بها مكة، بعدها
أمره محمد بكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة
هو الفاروق وامير المؤمنين
وهو الذي فرق بين الحق والباطل وهو من نام في فراش الرسول عليه افضل الصلاة والسلام
وترك الرسول الكريم يهاجر بحل وترحال
غزواتة مع الرسول عليه افضل
الصلاة والسلام
حدث العديد من المفاخر وشهد
الامام علي (ع) جميع المعارك معه إلا غزوة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده
وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "، وسلم
له الراية في الكثير من المعارك. عرف الامام علي بن أبي طالب ببراعته وقوته في القتال،
وقد تجلى هذا في غزوات الرسول؛ ففي غزوة بدر، هزم علي الوليد بن عتبة، وقتل ما يزيد
عن 20 من الوثنيين . وغزوة أحد قتل طلحة بن عبد العزى حامل لواء قريش في المعركة، وأرسله
محمد إلى فدك فأخذها في سنة 6 هـ. وفي غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد فرسان
العرب وفي غزوة خيبر، هزم فارس اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام
حصن اليهود، قال محمد: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح
عليه» فأعطاها لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين. وقيل إنه اقتحم
حصن خيبر متخذاّ الباب درعا له لشدة قوته في القتال. وكان ممن ثبت مع محمد في غزوة
حنين [42]. وكان لعلي سيف شهير أعطاه له محمد في غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار [45]
كما أهداه محمد درعا عرفت بالحطمية ويقال أنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التي تحطمت
عليها.
اعماله في حياة النبي
الامام علي بن ابي طالب
هو الصديق عندما جاء الرسول الكريم إلى بيتة وبشره بالنبوة فآتى إليه ولم يكن في بيتة
سو الامام علي والسيدة خديجة فما حدث بما رأى حتى نطق الشهادة الامام علي وهو من اول
المسلمين بالرسالة الانية بين يدينا وكان مصدقا بها وهو الصديق لاكثر وهو ذو النورين
وهم ( الحسن والحسين ) ولقب بشباب اهل الجنة وهما ( امامان إن قاما أو قعدا ) لكن هيهات يريدون نور الله بأفواههم ( ويبئ الله
إن يطفى نورة إن كرة الكافرون )
الولاية
لقولة الكريم (إِنَّ الَّذِينَ
فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ
إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) صدق الله العظيم
قد فرقوا دينهم ولقول المولى
عز وجل في سورة البينة ( اولئك هم خير البرية ) وفي تفسير الطبري وقد يسألوا الرسول
من هم اولئك خير البرية ؟ فأجابهم ( علياً وشيعته )
( اللهم والي من ولاك )
حيث اننا سنبتلى بما يخيرون بنا ، والتخلي عن امير المؤمنين وهو ليس بنطق وانما فعل
وهي عقيدة ثابتة ( من اراد العلم فليأتي المدينة ) ولا تتبع السبل فتفرقوا ( واعتصموا
بحبل الله جميعاُ ولا تتفرقوا ) ( عليا مع الحق ) أي الحق وهو المحضي جميعه ( يدور
الحق حيث ما دار علي ) وكيف التخلي عن ولاية امير المؤمنين ؟؟
الله سبحانه وتعالى يقول
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ
لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) هذه
الدنيا التي تريده واذا سألوا كم لبثتوا ؟ لبثنا يوماً أو بعض يوم أو على ايه آخرى
( عشية وضحاها ") البقاء بالدنيا بقاء اً قليل ، ولكن قد ابتلنا بحب آل البيت
( قل لا أساكم عليه اجراً إلا المودة في القربى ) واي قربة أقرب من الامام علي (ع
) ولا تتبع السبيل .
غزوة جمل
في هذه الغزوة ظهر الاسلام
والدين والايمان جميعه بظهور علياً امام الكفر والذل والبهتان وهم جيش معاوية بن ابي
سفيان ولكن قد ابتلى القوم بالفتنة كقوم بني اسرائيل "( ابتلاهم بالسامري فأخرج
لهم عجل وله خوار فقال هذا الهكم وآلة موسى ، فنسوا فكذلك كان سامري هذه الامه فقالوا
نحن نتحاكم بكتاب الله عز وجل فرد الامام علي (ع) كلمة حق اريد بها باطل ومنهم من يقول
اذن لي ، ولا تفتني كل هؤلاء كانوا موجودين واحزموا امرهم إلى التحاكم ، وهل الامام
علي (ع) يعلم الغيب ، ماكنت حتى افتى إن الامام علي بن ابي طالب عالم الغيب لآنه هو
اماماً مفروضاً علينا طاعته يعلم مما علمه رسول الله ، ولكن الامام علي يتحدث بما علمة
الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ( اسألوني قبل أن تفقدوني ) ( يقول علمني رسول الله
الف باب من العلم ويفتح لي من كل باب الف باب فعلي لم يمت في قلوبهم ) فما كان منهم
رفضوا ولاية ( الحسن والحسين ) وهم امامان إن قاما وإن قعدا فيبدوا قد جهلوا بما صنعوا
ورفضوا ولاية بني هاشم ( رحمة الله عيكم اهل البيت ) فما إن كان اختاروا واخذوها بالحيلة
فغن ما جعلوا كبيرهم بالسن يحكم ابو موسى الاشعري وجعلوا يحكم بالحق، اما سامري الامة
دخل عليهم وفتنهم ( إلا بالفتنة قد وقعوا) فخرجوا من حكم المولى عز وجل ( إنما وليكم
الله ورسوله ويأتون الزكاة وهم راكعون ) ومن
معصية أن يتبع الانسان دينة ، فخرج حاكمهم ابو موسى الاشعري قال ( خرجت علياً من الولاية
وقبل ذلك نص الرسول الكريم بنص بها فيدخل معاوية الولاية كما دخل خاتم بيده اليسار
، لأنه الله سبحانه وتعالى يصف اهل الشمال ( اصحاب الشمال ما اصحاب الشمال في سموم
) العجب بالأمر إن ابو موسى قد رضى بالأمر ولماذا قد ارتضى ؟ حتى يكشف لهم بان معاوية
يغويكم وإنما يأمركم بالصلاة ويأمركم بالمعروف وينهاكم عن المنكر حتى خرج منها ظهاراً
كلمة الكفر فقال ( والله ما تأمرت عليكم بغتة بصلاة او زكاة وإنما امرت عليكم لأجل
الامارة) وبهذا قد وصفة الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في سورة النور ....
استشهاد الامام علي (ع)
رضى الامام علي (ع) بهذا
الحكم ليظهر فساد هؤلاء القوم وبعدها جاءت معركة النهروان وظهر ما عليهم من زبانيته
وقد وضعهم الرسول الكريم بحديث اهل النار فما إن فعلوا المارغين إلا أن قتلوا الامام علي (ع).
كان علي يؤم المسلمين بصلاة
الفجر في مسجد الكوفة، وأثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه،
وقال جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة"، وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي
طالب كان في الطريق إلى المسجد حين قتله بن ملجم ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال:
«أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما
قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء
الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي بأنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين.
ظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ
عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال. وبعد مماته تولى عبد الله بن جعفر والحسن والحسين
غسل علي بن أبي طالب وتجهيزه ودفنه، ثم اقتصوا من بن ملجم بقتله . ولقب الامام علي بن أبي طالب بعدها بشهيد المحراب.
وعبدالرحمن بن ملجم أحد
الخوارج كان قد نقع سيفه بسم زعاف لتلك المهمة. ويُروى أن ابن ملجم كان اتفق مع اثنين
من الخوارج على قتل كل من معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب يوم
17 رمضان، فنجح بن ملجم في قتل علي وفشل الآخران.
تذكر العديد من كتب الحديث
النبوي وكتب التاريخ أن محمد قد تنبأ بمقتل علي، وتعددت رواياتهم حول ذلك ومنها: «يا
علي أبكي لما يُسْتَحَلُّ منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تريد أن تُصلِّي وقد انبعث
أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة صالح، يضربك ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك»
الخلاصة :
ابرز شخصية ساهمت في انتشار الاسلام وفي البعثة النبوية
مشيرا الى ان علياً بن ابي طالب عليه السلام كان يجسد صفات واخلاق الاسلام كيف لا وهو
من تربى على يد الرسول عليه افضل الصلاة والسلام
مؤكدا ان امير المؤمنين علياً بن ابي طالب استشهد في شهر رمضان المبارك وفي
ليالي القدر كما أخبره الرسول . واضاف نصاري ان امير المؤمنين علياً بن ابي طالب عليه
السلام جسد في وصيته ابرز قيم الاسلام والتسامح حيث اكد على اهل بيته واصحابه بعدم
التمثيل بجثة بن ملجم، مؤكدا عليهم ان يضربوه ضربة واحدة كما فعل بن ملجم حينما ضرب
امير المؤمنين ضربة واحدة، وهذا يدل على قيم واخلاق امير المؤمنين عليه السلام الذي
جسد بهذه الوصية اروع قيم وروح الاسلام ومن ثم قام نصاري بتلاوة وصية امير المؤمنين
الى اهل بيته وعامة الناس مستذكرا مواقف ومناقب امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه
السلام.